العلا قة بين النظام و الحسبة و المالية العامة والمالية الدولية للوصول الي المصلحة و الفلاح

العلا قة بين النظام و الحسبة و المالية العامة والمالية الدولية للوصول الي المصلحة و الفلاح

النظام اللإسلامي هو بكافة مجالات الحياة[1]. و من غير الممكن ولا حتي الضرورة أن نوضحها. ولكننا نحتاج فقط إلي دراسة تلك الأهداف المتصلة مباشرة با الحياة الاقتصادية. ويجب أن نذكر هنا أن الإسلام يهدف إلي تنظيم المجتمع بطرقة يكون فيها كل فرد متمكنا من الحياة وفق مراد الله عز و جل للانسان، متحررا من استبداد البشر و امنا من الجوع و الخوف. و يمكن أن نحدد الأهداف الاقتصادية للنظام الإسلام في ثلاثة أهداف و هي: توفير الحاجات الأساسية لكل إنسان,

تحقيق التنمية الاقتصادية,  ضبط الإختلالات في توزيع الدخل و الثروة كلما مالت إلي النمو بمرور الوقت.

بعد أن عرضنا تقسيمات وظائف المالية في الإقتصاد الإسلامية[2], فإننا ندرس هذه الوظائف لاعتبار دورها الإقتصادي. ولكي نحقق ذلك فإننا نجمع المجموعات الثلاث من الوظائف , و هي الوظائف المنصوص عليها في القرأن الكريم و السنة, و الوظائف الإجتهدية, والوظائف المطلوبة من قبل الشعب. و نماشي الاقتصاديين المحدثين, فنركز علي التخصيص و التوزيع و الإستقرار والنمو كظواهر تتأثر بسياسات الميزانية في الدولة. و سوف نوضح كيف تؤثر الأشكال الحالات الأربع التي ذكرناها سابقا. السياسة المالية الإسلامية هي قيام الدولة الاسلامية و ايراداتها العامة و تفقاتها العامة، و تعمل إدارة المالية العامة علي تحريك الإيرادات العامة للدولة و نفقاتها العامة لتحقيق الأهداف العامة، و للإدارة المالية العامة حديثا مرحل هي التخطيط و تنظيم و الإشراف و تعبثة الموارد والرقابة المالية، و في عهد رسول لله صلي الله عليه و سلم كان هو المحطط و المنظم و المشرف و الرقيب علي الأموال العامة.

        ويمكن تفسير الحسبة أيضا كا المؤسسة التي يدعى للناس لفعل الخير وتجنب الظلم وظيفتها الرئيسية. ومع ذلك، هذا المجال وظيفة التحكم لا يقتصر على مجال الدين والأخلاق. ولكن وفقا لمحمد المبارك تمتد إلى مجالات الاقتصاد وبشكل عام ذات الصلة في الحياة الجماعية أو العامة من أجل العدالة والحقيقة وفقا لمبادئ الشريعة الإسلامية وضعت ممارسة شائعة في الزمان والمكان. و إذا كان جماع الدين و جميع الولايات هو أمر  و نهي[3]. فنعريف أن الأمر بعث الله به رسوله هو الأمر بالمعروف، و النهي الذي بعثه به هو النهي عن المنكر، وهذا نعت النبي والمؤمنين كما قال تعالي : ( والمؤمنون و المؤمنات بعضهم أولياء بعض يأمرون باالمعروف و ينهون عن المنكر) {التوبة: 71). و جميع الولايات الإسلامية إنما مقصودها الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، سواء في ذالك ولاية الشرطة وولاية الحكم، او ولاية المال وهي ولاية الدواوين المالية ، وولاية الحسبة[4]. لكن من المتولين من يكون بمنزلة الشاهد المؤتمن والمطلوب منه الصدق، مثل الشهود عند الحاكم، و مثل صاحب الديوان الذي وظيفته أن يكتب المستخرج و المصروف، والنقيب والعريف الذي وظيفته إخبار ذي الأمر بالأحوال، ومنهم من يكون بمنزلة الأمين المطاع، والمطلوب منه العدل و الأمن، مثل الأمير و الحاكم و المحتسب و باالصدق في كل الأخبار، والعدل في الإنشاء من الأقوال و الأعمال، تصلح جميع الأحوال، و هما قرينان قل الله تعا لي: ( وتمت كلمة ربك صدقا و عدلا )[5]

        هذا ما قرره الغزالي في بيان معيار المصالح[6], وهو علي حق لأن الناس يختلفون في تقدير المصالح بحسب ما يحقق لكل منهم نفعه الذاتي دون التفات إلي مصلحة المجموع. فكان  لا بد من تشريع الشارع الحكيم ليكون الحكم العدل بين الناس في موازنة المصالح و توزيع المنافع.  و تعريف المصلحة عند الغزالي هي عبارة في الأصل عن جلب منفعة، أو دفع مضرة، ولسنا نعني به ذالك، فإن جلب المنفعة و دفع المضرة مقاصد الخلق، و صلاح الخلق في تحصيل مقاصدهمو لكنا نعني باالمصلحة : المحافظة علي مقصود الشرع الخمسة: وهو أن يحفظ عليهم دينهم، و نفسهم، و عقلهم، و نسلهم، و مالهم. و علي كل الانسان أن يحفظ تلك الاصول الخمسة بأن يكون حياتهم مطمئنا. هذه المصلحة تنقسم إلي ثلاثة أقسام من حيث قوتها في  الضروريات: هي التي يتوقف عليها حياة الناس الدينية و الدنيوية بحيث إذا فقدت اختلت الحياة في الدنيا، و هي خمس: حفظ الدين و النفس و العقل و النسب و المال الحاجيات و هي التي يحتاج الناس لرفع الحرج عنهم فقط، بحيث إذا فقدت وقع الناس في الضيق و الحرج، دون أن تختل الحياة. مثل انواع الرخص من قصر الصلاة و جمعها للمسافر. التحسينيات و هي المصالح التي يقصد بها الأخذ بمحاسن العادات و مكارم الأخلاق، مثل الطهارات بالنسبة للصلوات.  هذه الأنواع الثلاثة من الأهم من مصلحة الأمة في تشريع الأحكام الدنيوية.

الإسلام جاء إلى هذا العالم كدليل لتحقيق القيم الروحية التي تأتي من الله، واحد منهم في مفهوم الفلاح كما الغرض الأساسي من حياتنا في هذا العالم[7]. مشتق فلاح من اللغة العربية كلمة أفلح-يفلح وهو ما يعني نجاح، مجد أو نصر، أن النصر والمجد في الحياة. يتم أخذ الفلاح المدى وفقا للإسلام من كلمات القرآن الكريم، والتي غالبا ما تفسر على أنها ثروات على المدى الطويل، في الدنيا والآخرة، لذلك لا تعتبر أن الجانب المادي وحده، ولكن المزيد من التركيز على الجوانب الروحية. في السياق الأول، فلاح هو مفهوم متعدد الأبعاد.

كيف هي إنسان غير قادرة على تحقيق الفلاح يعتمد بشكل كبير على السلوك البشري وحالة العالم. بشكل عام، والبشر يواجهون صعوبات في التوفيق بين أهداف مختلفة في الحياة بسبب القيود المفروضة عليه. لذلك، والإسلام يعلمنا أنه من أجل تحقيق فلاح، ويجب أن يكون الناس على بينة من طبيعة وجودها في العالم، لماذا خلقنا في هذا العالم. و قال الله تعالي في القران الكريم في [8]الصورة هذه

 قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ -١- الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ -٢- وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ -٣- وَالَّذِينَ هُمْ لِلزَّكَاةِ فَاعِلُونَ -٤- وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ

وقد فسر المفسرين عن بيان معني الفلاح خصوصا في هذه الأية. نأخذ من تفسير جامع البيان وهو البقاء في الجنة، قد ادرك الذين صدقوا لله و رسوله محمد صلي الله عليه و سلم و أقروا بما جائهم به من عندالله و عملوا بما دعاهم إليه.

تأسيسا علي البحوث السابقة أن تأخذ بعض الاستنباط منها هو أن مفهوم المعايير والمفاهيم ومفهوم الحسبة المالية للدولة بشكل طولي لتحقيق مصالح مرسلة وتحقيق فلاح[9]. يجب أن يكون الفلاح في تحقيق الإنسان الكثير من المشاكل. هذه المسألة معقدة جدا وهناك روابط متبادلة مع عامل آخر. لذا البشر ينبغي أن تصل المصلحة عن طريق الحفاظ عن مقاصد الشريعة بأن يكون حياة متوازنة .

---

1.     محمد نجاة الله صديقي. 2007. تدريس علم الاقتصاد الإسلامي.  ترجمة عمر زهير حافظ. الطبعة الأولي. مركز النشر العلم. المكتبة العرابية السعودية. ص:8

          2.  نفس المرجع. ص: 15

[3] . أحمد بن عبد الحليم بن د.س تيمية . الحسبة في الإسلام أو وظيفة الحكومة الإسلامية. بيروت: دارالكتب العلمية. ص: 11

[4] . أحمد بن عبد الحليم بن د.س تيمية . الحسبة في الإسلام أو وظيفة الحكومة الإسلامية. بيروت: دارالكتب العلمية.        ص: 11

[5]. صورة الأنعام: 115

          6. وهبة الزهلي.1986.أصول الفقه الإسلامي.دمشق:دار الفكر.ص: 755   

7. الإقتصاد الإسلامي، ص: 2

8. لمؤمنون الأية 1-4

9. نفس المرجع. ص: 784